ولد هذا البابا القديس في جزيرة صقلية في أوائل القرن السابع، من والدين غنيين بالخيرات الروحية والزمنية. فنشأ على البر والتقوى واتقن العلوم وبرع خاصة باللغتين اليونانية واللاتينية وتعمق في درس الاسفار المقدسة، فطارت شهرته بالفصاحة والخطابة والشفقة على الفقراء والايتام، مما اهله لان يتسنم السدة البطرسية في 16 نيسان سنة 682 خلفاً للبابا القديس اغاتون.
واول ما اهتم به البابا لاون هذا، اثبات اعمال المجمع المسكوني السادس المنعقد سنة 680 في القسطنطينية ضد بدعة المونوتيلية اي المشيئة الواحدة والقائلين بها زعيمهم سرجيوس بطريرك القسطنطينية، ولم يكن الكرسي الرسولي الروماني قد اثبت اعمال ذلك المجمع. لذلك وجه البابا لاون رسالة الى الملك قسطنطين اللحياني، يثبت بها اعمال المجمع السادس ويرشق بالحرم بدعة المشيئة الواحدة ومبتدعيها.
وقد أحسن هذا البابا القديس سياسة الكنيسة، شأن الرئيس الحكيم الغيور. وبما انه كان بارعاً ومولعاً بفن الموسيقى، اصلح الترانيم والالحان البيعية. ثم رقد بالرب في الثالث من تموز سنة 683 ودفن في كنيسة مار بطرس بروما. صلاته معنا.